ودَّع رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة ورئيس الوفد المفاوض خليل الحية، نجله همام الذي ارتقى شهيدًا في قصف الاحتلال على مقر قيادة الوفد المفاوض في الدّوحة، أمس الثلاثاء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يودِّع فيها القائد الحية أفرادًا من عائلته، ليرتقوا شهداء في قصف الاحتلال، فقد لحق الشَّهيد همام اثنين من إخوانه الذين ارتقوا شهداء في قصف الاحتلال على مدار السنوات الماضية على قطاع غزة.
ففي 20 تموز 2014، استشهد النجل الأكبر للقيادي الحية، أسامة وزوجته هالة صقر أبو هين وأطفاله خليل وأمامة وحمزة، حينما استهدفت المدفعية "الإسرائيلية" منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وفي 28 فبراير 2008، ارتقى نجله حمزة في قصف جوي "إسرائيلي" خلال تأديته واجبه الجهادي “دفاعاً عن أرضه وقضيته”.

وأمس الثلاثاء، ارتقى نجله الثالث همام المكنّى بـ "أبو يحيى" في قصف الاحتلال "الإسرائيلي" مقر الوفد المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة.
همام الحية.. كاتم أسرار أبيه ومدوِّن معلوماته
ووفق أصدقاء الشهيد همام، فإنه كان منذ صغره حافظا لكتاب الله ويحمل السند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخصص في دراسة العلم الشرعي منذ كان طالبا في المرحلة الابتدائية في مدرسة دار الأرقم، وعُرف عنه التزامه الديني، وكان واعظا وداعيا وخطيبا بجانب تفوقه في دراسته، وتخرج من جامعته وعمل معلما.
أكمل همام تعليمه وحصل على درجة الماجستير، وتخلى عن عمله ليظل بجانب والده، وكان كاتم أسراره ومدون معلوماته.
ويُذكر، أنه في أبريل الماضي، ارتكب الاحتلال مجزرة في مدرسة دار الأرقم بحي التفاح، أسفرت عن استشهاد 31 مواطناً بينهم حفيدا القيادي الحية.

وفي 9 أغسطس الماضي، ودّع القائد الحية نجلي شقيقه اللذين استشهدا في قصف الاحتلال شرق غزّة، كما قتلت قوات الاحتلال ابن شقيقة القيادي الحية في تموز الماضي في قصف استهدفه بمدينة غزة.

وخلال الإبادة الجماعية، قتل الاحتلال أكثر من 13 شهيداً من عائلة القيادي الحية، إضافة إلى 22 شهيداً من العائلة قبل معركة طوفان الأقصى.
ومنذ اللحظة الأولى التي وقف فيها القائد الحية ينعى شهيده الأول حمزة، أكد أنَّ “طريق المقاومة هو سبيل الشعب الفلسطيني للنصر والاستقلال، وأبنائي وعائلتي ليسوا أغلى من فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هذا هو طريقهم، وأنّ النصر سيكون حليفهم ولكنه بحاجة لتقديم المزيد من التضحيات”.
ونجا القيادي خليل الحية سابقا من محاولة اغتيال "إسرائيلية" عام 2007، حينما استهدف الاحتلال منزلًا ولم يكن متواجدًا في حينه، ما أدى إلى استشهاد 7 أشخاص من أفراد عائلته نتيجة القصف الإسرائيلية.
وعاود جيش الاحتلال محاولة اغتيال الحية عام 2014 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفشل مرة أخرى وقتل عددا من أفراد عائلته.
وأمس الثلاثاء، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن محاولة الاغتيال التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد وفدها المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة باءت بالفشل، مؤكدة أن الحادثة تمثل "جريمة بشعة وعدوانًا سافرًا على السيادة القطرية وانتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية".
وقالت الحركة، في بيان صحافي، إن "استهداف الوفد المفاوض الذي كان يناقش مقترحات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يثبت مجددًا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي جهود للتوصل إلى اتفاق".
وحول هوية الشهداء، أضاف البيان، "نؤكد فشل العدو في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض، فيما ارتقى عدد من الإخوة الشهداء إلى علياء المجد، وهم": جهاد لبد (أبو بلال) – مدير مكتب الدكتور خليل الحية. همام الحية (أبو يحيى) – نجل الدكتور خليل الحية. عبد الله عبد الواحد (أبو خليل) – مرافق. مؤمن حسونة (أبو عمر) – مرافق. أحمد المملوك (أبو مالك) – مرافق.
كما نعت الحركة الشهيد بدر سعد محمد الحميدي، الوكيل عريف في جهاز الأمن الداخلي القطري (لخويا)، الذي ارتقى خلال العدوان.

